ما من لذة في الوجود تعادل لذة الحب فلا تدانيها لذة الدنو من السلطان ولا لذة الوجود بعد العدم، لا العودة بعد الغيبة ولا الامن بعد الخوف، ومهما تخيل الانسان أصناف اللذات والوان السعادات فلن يتخيل شيئا الذ ممن حضور عاشق عند معشوقه او اختلاء خليل بخليله
فالحب هو اللذة القصوى والمتعة التي لا مزيد عيها وساعة حب واحدة تفوق كل لعب بالمال والسلطان والكلام وسواها من متاع الدنيا فاللعب بالجسد هو أصل كل الألعاب ومداعبة الحبيب هي أجمل اللعب واروعها ومطالعة جمال المحبوب تعادل عند المحب كل جمالات الوجود فبالحب يلطف الطبع ويرق الإحساس وتصفو النفس انه وجد موجد وحضور ملهم ونور مشرق به يتحرر المحب من تفاهة الأشياء ورتابة الزمن وينهض من السبات والانحطاط وبه يعود الانسان الى اوله فتدب فيه رعشة الحياة وتعتريه دهشة الخلق ويستولي عليه الانجذاب الأصلي الذي تأتلف به الأشياء
والمحب يرى من نفسه ما لميره من قبل ويكتشف من ذاته ما لم تكن له طاقة على فعله وينظر الى الأشياء نظرة مغايرة كأنه يراها اول مرة